لم يسلط الضوء على نوع العلاقة بين الرجل وحماته، بل كان التركيز دائما على الحماة وزوجة الابن، وقصة الحماة والكنة تصدرت كل الاهتمام والقصص وحتى الطرائف. وأما العلاقة التي تربط الحماة بزوج ابنتها فقد بقيت في خانة الأمان، والسؤال يأتي هنا! هل السبب أن الرجل لا يميل إلى النزاعات واختلاق المشاكل؟ أم أن الحماة تحب زوج ابنتها لدرجة تتغاضى فيها عن تصرفاته وتعقد معه هدنة طويلة الأمد؟
مما لا شك به أن ما تقوم به الحماة مع زوجة ابنها، لا يمكن أن تمارسه مع زوج ابنتها، وذلك لأن الأم تحاول قدر الإمكان أن تجد الأمان لأبنتها، وذلك بإرضاء وكسب محبة صهرها بعدة طرق، فتجدها تكثر من مدحه وخصوصا أمام الآخرين، وتحاول أن تكرمه دائما بدعوته إلى الغداء أو العشاء وإغداق الكرم عليه لكي يصب هذا في النهاية في مصلحة ابنتها، وضمان انتمائه لهذه العائلة وكسب وده وثقته لكونه صاحب قرار مستقل، ولا يمكن إجباره على إقامة علاقة وطيدة مع عائلة زوجته، بعكس ما يحصل مع زوجة الابن التي تكون مطالبة بالتعامل معهم والقيام بواجباتها تجاههم، وذلك لما لزوجها من سلطة عليها ولكونه حريص على المحافظة على والديه والعناية بهم، وهذا الضمان الذي تشعر به الأم من جهة ابنها يجعلها تتمادى في التصرف بلا مجاملة مع الكنة، بل بالعكس تتفنن أحيانا في توجيه اللوم والملاحظات في الوقت المناسب وغير المناسب.
أنت أيها الزوج محظوظ لكونك عضو مرحب به في عائلة زوجتك، وكلما أكثرت من التجاوب مع هذه المحبة والاهتمام، ستحصل على نتيجة رائعة من قبل زوجتك التي تعتبر هذه العلاقة بالنسبة لها هي مفتاح السر في نجاح علاقتها بك وخضوعها لك بكل محبة واحترام، فكثيرا ما تكبت الزوجة غيظها عندما تشعر أن زوجها لا يميل إلى عائلتها، وهذه مهمة سهلة جدا عليك أيها الزوج كونك لست ملزما بمشاركتهم السكن أو أي مسؤولية أخرى تجاههم.
وهناك بعض من الرجال يشتكون من تدخل الحماة غير المباشر في حياتهم، عن طريق زرع أفكار في عقل ابنتها، وأحيانا التحريض على طلب أمور معينة لا تخطر على بال الزوجة، فعندما تشعر أن هناك بعض الإشارات الواضحة إلى تدخل حماتك بحياتك، تستطيع أن تتلكم مع زوجتك بكل محبة وصراحة حتى توقف هذا التدخل وذلك دون أن تتوجه مباشرة لحماتك، للحفاظ على السلام في العائلة وعدم الدخول في صراع عائلي ينعكس سلبيا وحتما على سعادتك. فالروابط العائلية هي الأشياء الجميلة جدا في مجتمعاتنا الشرقية، والغنى العاطفي الذي يحاط به الفرد، ويستمد منه مصدرا للقوة والثقة، فحافظ على هذا الكنز ولا تخاطر وتغامر بهذه العلاقة.